قصص وحكايات عربية
تفاصيل الخدمة
قصص وحكايات عربية للاطفال والكبار
الموقع
عن بعد
طريقة الدفع
محفظة
قصة: البقرةُ والغزالةُ والشجرةُ الصامتة باللغة العربية الفصحى في إحدى ربوع الغابة الهادئة، حيثُ تترنّم الطيور بألحان الصباح وتنساب جداول الماء كأنها أنغام ناعمة، كانت تعيش بقرة طيبة تُدعى وردية، وغزالة رشيقة تُدعى غزولة. كانتا جارتين وصديقتين، لا تفترقان أبدًا، يقضيان النهار في المروج الخضراء، ويلعبان عند ضوء القمر. لكنّ ما كان يثير فضولهما هو "الشجرة الصامتة"، وهي شجرة ضخمة وعتيقة، تقف وحيدةً على تلٍ صغير في أطراف الغابة. أوراقها كثيفة لا تسقط حتى في الشتاء، وجذعها متشعّب كأنّه يحمل أسرار الزمان. الغريب أنّ هذه الشجرة، رغم عمرها الطويل، لم يُسمع لها خريرٌ أو حفيفٌ أو حتى همسة. قالت غزولة يومًا: ــ "يا وردية، ألا تتساءلين لماذا لا تصدر هذه الشجرة أي صوت؟ حتى الريح تمرّ بها دون أن تحرّك ورقةً واحدة!" أجابت وردية بتنهيدة: ــ "طالما سمعت أنّ في قلبها سرًا عظيمًا، لكن لا أحد استطاع أن يكتشفه." فقررتا أن تقتربا منها في المساء، حين تهدأ الغابة وتغفو الحيوانات. وفي المساء، تسلّلتا نحو الشجرة بخُطى خفيفة. كانت الرياح تدور حولها، لكن أغصانها لا تهتز، كأنّها محصنةٌ بسحرٍ قديم. وقفتا أمامها، ثم همست غزولة: ــ "يا شجرة، لماذا لا تتكلمين؟" فإذا بضوءٍ خافت يخرج من جذعها، وسمعتا صوتًا عميقًا، ليس كباقي الأصوات، بل كأنّه قادمٌ من أعماق الأرض: ــ "لقد مضى زمنٌ طويل منذ أن سألني أحدهم هذا السؤال... أنا الشجرة الصامتة، حارسةُ أسرار الغابة." فزعت وردية وتراجعت خطوة، لكن غزولة قالت بشجاعة: ــ "وما هذه الأسرار؟" أجابت الشجرة: ــ "في جوفي حكاياتٌ نُسيت، وأحلام حيواناتٍ اختفت... أنا صامتة، لأنّ من حولي نسوا الإصغاء. لكنكما يا صغيرتان، تملكان قلبًا نقيًا، ويمكنني أن أروي لكما سرًّا واحدًا... لكن بشرط." قالتا في صوتٍ واحد: ــ "وما هو الشرط؟" ردّت الشجرة: ــ "أن تستخدما السر في الخير، وتخبراه لمن يستحق فقط." هزّتا رأسيهما بالموافقة، فأضاء الجذع أكثر، وخرج منه نورٌ على شكل طائر صغير، قال بصوتٍ رخيم: ــ "السر هو أنّ هذه الغابة ستتعرض لخطرٍ عظيم، عندما يُقطع أحد الجذور القديمة... وهناك مكانٌ في الجبل البعيد، فيه زهرة زرقاء نادرة، إذا قُدّمت قرب الشجرة في وقت الغروب، تحمي الغابة كلها من الشر القادم." شعرت وردية وغزولة بأن عليهما القيام بمهمة عظيمة، فودعتا الشجرة، وانطلقتا في صباح اليوم التالي نحو الجبل البعيد، تواجهان التلال والرياح والوحوش أحيانًا، لكنّهما ظلّتا متماسكتين، حتى وجدتا الزهرة الزرقاء بين الصخور، تتلألأ كالنجمة. وفي طريق العودة، أنقذتا قنفذًا عالقًا، وساعدتا سلحفاةً مريضة، وأعطتا الطعام لعصافير جائعة. وعند الغروب، عادتا إلى الشجرة الصامتة، وقدّمتا الزهرة لها. فأنارت الغابة كلها بلون أزرق ناعم، وتوقّف الخطر قبل أن يبدأ.🐄🐄🪵🌱 قصص
تعجبك !، قم بمشاركها